قليل من الرجال يهدي امرأته بيتا .. يغريها به
البيت ليس منزلا نحل به أو عليه .. ليس شقة، جزءا نقتطعه من المدينة ونضع له بابا.. البيت ليل .. مكان نعني به زمنا بالأساس .. البيت سكن .. والبيت عودة .. والبيت وعد بعمر"
نسمة جويلي - إرث الحكاية
البيت ليس منزلا نحل به أو عليه .. ليس شقة، جزءا نقتطعه من المدينة ونضع له بابا.. البيت ليل .. مكان نعني به زمنا بالأساس .. البيت سكن .. والبيت عودة .. والبيت وعد بعمر"
نسمة جويلي - إرث الحكاية
.
.
.
عزيزتي نسمة
بدأت في قراءة كتابك أمس .. لا أعرف لماذا لم أقرأه من قبل رغم أنه يجلس بين كتبي منذ عدة أشهر.. ربما لأن القدر شاء أن أعرفك عن قرب قبل أن أقرأه وأتخيلك مبتسمة تقرأين علينا الخطابات.
كما أقول لك دائما .. "كتابتك شبهك"
لم أقرأ بعد سوى رسالتين .. استوقفتني الرسالة الثانية .. رسالتك لجدو .
أنا أيضا لم ألتق بجدي لأبي أو لا أتذكره، رحل وعمري ثلاثة أعوام فقط. والغريب أنني لم أسمع حكايات كثيرة عنه ،فقط أعرف أنه كان مستشارا وأنه هاجر من بلدنا إلى الإسكندرية حيث ولد أبي ثم جاء إلى القاهرة وأستقر بها. بعد رسالتك قررت أن أسأل أبي عنه في إجازته القادمة.
أنا أيضا لم ألتق بجدي لأبي أو لا أتذكره، رحل وعمري ثلاثة أعوام فقط. والغريب أنني لم أسمع حكايات كثيرة عنه ،فقط أعرف أنه كان مستشارا وأنه هاجر من بلدنا إلى الإسكندرية حيث ولد أبي ثم جاء إلى القاهرة وأستقر بها. بعد رسالتك قررت أن أسأل أبي عنه في إجازته القادمة.
ولكني عرفت بلدنا وعرفت بيتنا فيها .. لنا بيت كبير هناك يطل على "البحر" يسمي أهل البلد الترعة بحرا .. كان حول البيت حديقة واسعة من أشجار البرتقال وتكعيبة عنب ونخلتان عاليتان .. لم يعد ذلك موجودا ولكن البيت مازال قائما. لم أذهب منذ عدة سنوات ولكني أعرف أهلي هناك جيدا. ولي صورا كثيرة في طفولتي .. وللمكان صورا جميلة في ذاكرتي. وحكى لي أبي أن هذا كان البيت الأول والوحيد لزمن طويل الذي يطل على البحر لأن أهل البلد كانوا يخافون من "الجنية" حتى بنى جدي البيت ثم بدأت بيوت جديدة في التواجد وأصبح الطريق عامرا
تربيت أيضا هنا في بيت جدي في القاهرة لذلك عندما قرأت رسالتك تعجبت لماذا لم أعرف عنه الكثير. دفن جدي في البلد ودفنت بجانبه جدتي أيضا وهم بمثابة أولاد عم .. عرفت جدتي عن قرب عشت معها سنوات كثيرة وأقول أنها أكثر من أحبني بعد أبي وأمي ... كانت جميلة وكانت تحكي لي عن أبيها وجدها الأزهريين .. خاصة جدها الذي يحبه أهل البلد جميعا ويحترمونه لعلمه..
شكرا يا نسمة على نافذة الذاكرة التي فتحها كتابك .. وللحدبث بقية
شيماء