السبت، 22 نوفمبر 2014

هي ..


لم تكن  يوما تعرف أن هناك من سيراها .. سيرى ما وراء كل شيء
يرى قلبها الذي أخفته سنوات طوال.
كانت أبتساماتها هادئة و كلامها يتسم بالوقار ، في عملها جادة و لا تلتفت ، في حياتها تعرف كيف تقف لتقطع الدرب و تطويه بقوة حتى النهاية لا تستعين بأحد لتشكو حزنها بل تستمع إلى أحزانهم فقط
تحتفظ بكل ألم لنفسها فما ذنب الناس أن يتحملوا ذلك؟ كما أنها تكره أن يراها أحدهم ضعيفة فلا ليست هذه مساحتهم بل منطقتها الخاصة التي لا يصح أن يقتحمها أحد
كانت كذلك حتى ظن الجميع أنها لا تبكي و لا تعرف الضعف ، ظن الجميع أنها هكذا دائما تنشر البهجة و تحمل الهم بعيدا عنهم ، لم يلتفت  أحد يوما إلى حزنها هي و لم يتساألوا كيف تفعل كل ذلك ، فهكذا الناس طالما حياتهم لم تمس لا يبحثوا عن ما وراء الأشياء 
حتى جاء هو ، كان يراقبها من بعيد ، يراها دائما، يراها منذ زمن و ينتظر ، رأى قلبها الصغير و لم يتكلم و لكنه كان يعرف كيف هي و من تكون 
كان يرى خلف تلك القوة الحقيقية فتاة حقيقية  عادية ، فتاة جميلة يضحك قلبها لعبارات الإطراء و إن كانت تبدي إبتسامة خافتة ، تبكي حين تمحى صورة قديمة لها عن طريق الخطأ بين ملفات الصور، ترقص و تغني حين تسنح لها الفرص أن تفعل .
يعرف أنها ليست تلك الواعظة الحكيمة إنما هي فتاة صغيرة تريد من يأخذ بيدها في نزهة في الحديقة كما كان يفعل أبيها  ، يعرف أن الوقار خلفه طفلة تلعب بالبالونات الملونة و تشتري الشيكولاتة و تقرأ قصص الأطفال 
هو وحده عرف أن قوتها حقييقة و طفولتها حقيقية كذلك

عن جدو ... إلى نسمة

قليل من الرجال يهدي امرأته بيتا .. يغريها به البيت ليس منزلا نحل به أو عليه .. ليس شقة، جزءا نقتطعه من المدينة ونضع له بابا.. البيت ليل .. ...