الاثنين، 24 ديسمبر 2018

الحكايات

لا أعرف تحديدا متى بدأ تعلقي بالحكايات، أتذكر أن أمي كانت تغني لي دائما وأنا صغيرة ومازالت تفعل وقد تخطيت الثلاثين بعام غيرأني لا أتذكرها وهي تحكي لي قصصا محددة . بدأت اقرأ وأنا صغيرة جدا كنت اقرأ المكتبة الخضراء ثم روايات مصرية للجيب ثم أدب عالمي مترجم وكانت أمي تحرص على شراء الكتب لي حين وجدت أن القراءة تستهويني 
وكنت أشاهد الكرتون كثيرا.
لم أحب أميرات ديزني في شكلهن التقليدي كيف تحب سيندرلا أميرا لأنها رقصت معه مرة واحدة؟ هل لأنه أمير؟ ولكني أحببت الساحرة فصنعت لي أمي عصاية سحرية مزينة بنجمة تشبه عصايتها فكان هذا نصيبي من فيلم سيندرلا.. ربما أحببت الساحرة لأنها طيبة أو شخصية أكثر تعقيدا أو لأنها ساحرة فتثير خيال الطفلة الصغيرة أكثر من الفتاة التي تحب الأمير .. ما علاقة ذلك بالأطفال على أي حال؟..
أحببت من بينهن "بيل" ربما لأنها تشبهنا فهي ليست أميرة وتحب القراءة وتلعب في الثلج ولا يفهمفها الكثيرون. أحببت أيضا موكلي وكابتن ماجد ومازينجر وقرأت المغامرون الخمس وتعلقت بهم كثيرا هم والشاويش فرقع.
على أي حال أعافر لأكتب الحكايات منذ ما يقرب من ٩ أعوام .. أعرف أنني يوما ما سأحكيها ولكن على أي شكل. حاولت مع الصحافة ولكنها كانت أكثر قسوة على نفسي .. حاولت مع الفيلم لم أحبه شديد التفصيل طويل الشرح فماذا سنفعل بالخيال إذا كتبنا كل شيء ؟ .. فالخيال جزء من الحكاية ..
أدركت مع الوقت أن الحكاية أي كانت طريقة سردها هي كل شخص نلتقيه، هي كل من يطأ الأرض بقدمه ويدخل حياتنا بثقة وبغير استئذان ليفرض حكايته علينا ويشتبك بقصتنا بطريقة أو أخرى .. كل منا حكاية تستحق الكتابة وإعادة الإكتشاف ويستوحى منها ألف شخصية تعيد لها الحياة في عدة أشكال .. ربما نكتبها للكبار أو الصغار أولنكتب عن أنفسنا في عيون من نحب ونحكيها بصدق فتصل لقلوب لم نلتقيها .. أو نكتب عن من نحب في عيوننا ونتظاهر أن أحدا لن يلاحظ عن من نكتب وكأننا شديدي الغموض .. سيخذلنا العالم وسنحكي عنه أيضا .. سيعبر الناس ويذهبون وينسونا وستعيش الحكاية في أنتظار من يقرأها أو يستمع لها .. 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

عن جدو ... إلى نسمة

قليل من الرجال يهدي امرأته بيتا .. يغريها به البيت ليس منزلا نحل به أو عليه .. ليس شقة، جزءا نقتطعه من المدينة ونضع له بابا.. البيت ليل .. ...